الجمعة، 13 أبريل 2012

فضل حضارة المسلمين على الغرب


               فضل حضارة  المسلمين على الغرب





    

         في وقت كانت تعيش فيه اوروبا باجمعها تحت ظلام الحروب الطاحنة فيما بينهم على مبدأ القومية والامية المتفشية وسيطرة جبروت الكنيسة المسيحية على مصائر واموال الناس ، كان العالم  الاسلامي يعيش عصرا ذهبيا خالصا  في العلم والمعرفة والفنون والاداب لم تصل اليها البشرية في سابق عهدها وكل هذا بفضل الدين الاسلامي العظيم الذي كان يشجع العلم والعلماء من اول يوم نزلت فيه اول اية ، وهكذا انتقلت هذه الحضارة الرائعة الى اوروبا عن طريق الترجمة ودراسة الطلاب الاوربيين في المعاهد والجامعات الاسلامية وقد تعددت المعابر التي سلكتها الحضارة الاسلامية في وصولها الى الغرب الاوروبي ، فكانت ثلاثة معابر رئيسية اختلفت فيما بينها من حيث النشاط وكمية المنقول الثقافي والاتجاه ،  وهذه المعابر هي: بلاد الشام وصقلية والاندلس.
ان نظرة فاحصة للمنقول من عناصر الحضارة الاسلامية والطريق الذي عبره تدلنا على ان الاندلس كانت الجسر الاهم في عملية انتقال الحضارة الاسلامية ذلك لان الاحتكاك الاوروبي بالمسلمين استمر مع المشرق وصقلية فترة ثلاثة قرون بينما استمرطيلة ثمانية قرون في الاندلس،  كانت أوربا تتلقى خلالها  آثار الثقافة الإسلامية بوسائل وطرق كثيرة وكما يلي :

1-    طريق الأندلس ، حيث أقامواهناك جامعات زاهرة ولمدة سبعة قرون حيث قصدها طلاب العلم من أوربا ، ونشر هؤلاء الطلاب في بلادهم ما تعلموه من المسلمين ، كما انتفع الأوربيون بدور الكتب الكثيرة التي كانت منتشرة في أسبانيا ، مما ساعد على إحياء العلوم في أوربا فيما بعد .

2-    طريق صقلية ، حيث ظل المسلمون في هذه البلاد زهاء 130 سنة ، فأصبحت المركز الثاني لنشر الثقافة الإسلامية في أوربا .

3-    طريق الشرق ، فقد كانت الحروب الصليبية   1099-1291م   والحج إلى بيت المقدس مدعاة لاختلاط الأوربيين بالمسلمين  فنقلوا عنهم الكثير من علومهم ومعارفهم وفنونهم وصناعاتهم، كما حصلوا على كثير من الكتب العربية ، فساعد ذلك على ظهور روح البحث، ودراسة علوم الأقدمين وآدابهم وفنونهم .
      وقد أكد علماء الغرب المنصفون أن الأوربيين تناولوا مشعل العلم من أيدى المسلمين حين اتصلوا بهم واطلعوا على حضارتهم ، فاستضاءوا بعد ظلمة، وبلغوا به بعد ذلك ما بلغوه من هذا التقدم العلمي العظيم الذي يعيشون فيه اليوم ، ولولا هذا الاطلاع وهذا الاحتكاك لظلت أوربا ، ربما لقرون عديدة أخرى تعيش في الظلام والجهالة التي رانت عليها في العصور الوسطى . وقد أجمل المؤرخ الفرنسي جوستاف لوبون (1)  في كتابه تأثير حضارة الإسلام في الغرب وأرجع فضل حضارة أوربا الغربية إليها وقال: إن تأثير هذه الحضارة بتعاليمها العلمية والأدبية والأخلاقية عظيم( ولا يتأتى للمرء معرفة التأثير العظيم الذي أثره العرب(يقصد المسلمين )  في الغرب الا إذا تصور حالة أوربا في الزمن الذي دخلت فيه الحضارة . وأضاف لوبون: بأن عهد الجهالة قد طال في أوربا العصور الوسطى وأن بعض العقول المستنيرة فيها لما شعرت بالحاجة إلى نفض الجهالة عنها ، طرقت أبواب العرب(يقصد المسلمين فهم يعتبرون جهلا بان الاسلام هو دين للعرب فقط )   يستهدونهم ما يحتاجون إليه لأنهم كانوا وحدهم سادة العلم في ذلك العهد .
      ويقرر لوبون أن العلم دخل أوربا بواسطة الأندلس وصقلية وإيطاليا . وأنه في سنة 1120م أنشئت مدرسة للترجمة في طليلة بالأندلس بعناية ريمولة رئيس الأساقفة ، وأن هذه المدرسة أخذت تترجم إلى اللاتينية أشهر مؤلفات المسلمين ، ولم يقتصر هذا النقل على كتب الرازي وابن سينا وابن رشد فحسب بل نقلت اليها كتب اليونان التي كان المسلمون قدنقلوها إلى لسانهم ، ويضيف لوبون أن عدد ماترجم من كتب المسلمين  إلى اللاتينية يزيد على ثلثمائة كتاب ويؤكد لوبون فضل الاسلام على الغرب في حفظ تراث اليونان القديم بقوله : فاليهم  ، واليهم  وحدهم ، لاإلي رهبان القرون الوسطى ممن كانوا يجهلون حتى وجود اللغة اليونانية ، يرجع الفضل في معرفة علوم الأقدمين ، والعالم مدين لهم على وجه الدهر لإنقاذهم هذا الكنز الثمين . وأن جامعات الغرب لم تعرف لها ، مدة خمسة قرون ، موردًا علميًا سوى مؤلفاتهم وأنهم هم الذين مدنوا أوربا مادة وعقلاً ، وأخلاقًا، وأن التاريخ لم يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه في وقت قصير ، وأنه لم يفوقهم قوم في الإبداع الفني .
          وأكد لوبون أثر الاسلام وأثر حضارته في كل بلد استظلت برايته قائلاً : كان تأثيرهم في عامة الأقطار التي فتحوها عظيمًا جدًا في الحضارة ، ولعل فرنسا كانت أقل حظاً في ذلك ، فقد رأينا البلاد تتبدل صورتها حينما خفق علم الرسول الذي أظلها بأسرع مايمكن ، ازدهرت فيهاالعلوم والفنون والآداب والصناعة والزراعة أي ازدهار . وأشاد لوبون بفضل المسلمين في نشر العلوم وفتح الجامعات في البلاد التي استظلت برايتهم فيقول : ولم يقتصروا على ترقية العلوم بما اكتشفوه ،فهم  قد نشروها ، كذلك بما أقاموا من الجامعات وما ألفوا من الكتب ، فكان لهم الأثر البالغ في أوربا من هذه الناحية ، ولقد كانوا أساتذة للأمم المسيحية عدة قرون ، وأننا لم نطلع على علوم القدماء والرومان الابفضلهم، وأن التعليم في جامعاتنا لم يستغن عما نقل إلى لغاتنا من مؤلفات المسلمين(2).
          ويقول الفيلسوف الفرنسي ارينيه جينو  الذي أسلم وتسمى عبدالواحد يحيى : والأثر الواضح الذى يثبت لنا انتقال المؤثرات الثقافية من المسلمين إلى أوربا هو تلك الكلمات العربية الأصل التي تستعمل لنقل الأفكار وإظهار ماتكنه النفوس فإن من السهل علينا أن نستنتج انتقال تلك الأفكار والآراء الإسلامية نفسها ، وفي الحق أن تأثير الحضارة الإسلامية قد تناول إلى درجة بعيدة وبشكل محسوس كل العلوم والفنون والفلسفة وغير ذلك ، وقد كانت أسبانيا مركز الوسط الهام الذي انتشرت منه تلك الحضارة . فالكيمياء احتفظت دائما باسمها العربي وعلم الفلك أكثر اصطلاحاته الخاصة ماتزال محتفظة في كل اللغات الأوربية بأصلها العربي ، كما أن كثيرا من النجوم مايزال علماء الفلك في كل الأمم يطلقون عليها أسماء عربية . ومن السهل جدًا ان نوضح أن كثيرًا من المعارف الجغرافية عرفت من الرحالة المسلمين الذين جابوا كثيرًا من  الأقطار وحملوا معهم معلومات جمة . وأننا لنجد أثر الثقافة الإسلامية في الرياضيات أكثر وضوحًا ، وهذا علم الحيوان الذي يسهل علينا من اسمه العربي أن نعرف طريق انتقاله إلى الغرب ، كما أن الأرقام الحسابية التي يستعملها الأوربيون هي نفس الأرقام التي استعملها المسلمون ، وأن كثيرًا من المعاني التي جادت بها قرائح الكتاب والشعراء المسلمين أخذت واستعملت في الأدب الغربي ، كما نلاحظ أن أثر الثقافة الإسلامية واضح كل الوضوح وبصفة خاصة في فن البناء وذلك في العصور الوسطى .      
      ولم تكن هناك وسيلة لتعرف أوربا الفلسفة اليونانية الا عن طريق الثقافة الإسلامية لأن التراجم اللاتينية لافلاطون وأرسطو لم تنقل أو تترجم من الأصل اليوناني مباشرة وإنما أخذت من التراجم العربية وأضيف إليها ماكتبه المعاصرون المسلمون مثل ابن رشد وابن سينا في الفلسفة الإسلامية .
      ثم ينتهي رينيه جينو بقوله : هذا جزء من كل من أثر الثقافة الإسلامية في الغرب ولكن الغربيين لايريدون أن يقولوا به لأنهم لا يريدون الاعتراف بفضل الشرق عليهم، ولكن الزمن كفيل بإظهار الحقائق(3.)
كان تأثير الثقافة الإسلامية على أوربا تأثيرًا عميقًا في شتى نواحى الحياة وفيما يتصل بالمعارف والعلوم والفنون وكما يلي :



1-     في الأدب :


                  
                          كتاب وفيات الاعيان للمؤرخ والاديب الكردي الاربيللي ابن خلكان
     قامت صلة وثيقة بين طائفة من عباقرة الشعر في أوربا بأسرها ، خلال القرن الرابع عشر الميلادي وما بعده ، وموضوعات الأدب العربي والثقافة الإسلامية على وجه لايقبل التشكيك . ونخص بالذكر من هؤلاء بوكاشيو وبترارك ودانتي وهم من أعلام النهضة الايطالية ، وشسر الكاتب الانجليزي الشهير ، وسرفانيتس الأسباني ، وإلى هؤلاء يرجع الأثر والتأثير البارز في قيام النهضة الأوربية في أوربا .
      ففي عام 1346م كتب بوكاشيو حكاياته التي سماها الليالي العشرة وحذا فيها حذو ليالي ألف ليلة وليلة التي كانت منتشرة حكاياتها في مصر والشام ، وقد ضمن حكاياته مائة حكاية على غرار ألف ليلة وليلة وأسندها إلى سبع من السيدات وثلاثة من الرجال الذين اعتزلوا في بعض ضواحي المدينة فرارا من مرض الطاعون . وفرضوا على كل منهم حكاية يقصها على أصحابه في كل صباح لقضاء وقت الفراغ وقتل الملل ، وقد ملأت هذه الحكايات أقطار أوربا واقتبس منها الكاتب الإنجليزي وليم شكسبير موضوع مسرحية العبرة بالخواتيم كذلك اقتبس منها ليسينج الألماني مسرحية ناتان الحكيم. وكان شوسر إِمام الشعر الحديث في اللغة الإنجليزية من أكبر المقتبسين من بوكاشيو في زمانه ، لأنه التقى به حين زار إيطاليا ونظم بعد ذلك قصصه المشهورة باسم (قصص كانتربري( .
    وكانت صلة دانتي(4) بالثقافة الإسلامية وثيقة، لأنه أقام في صقلية في عهد الملك فردريك الثاني، الذي درس الثقافة الإسلامية في مصادرها العربية الأصيلة . وقد لاحظ أحد المستشرقين أن الشبه قريب جدًا بين وصف الجنة في كلام الصوفي الكبير محي الدين بن عربي (1164-1240م) في مؤلفه الكبير (الفتوحات المكية( وأوصاف دانتي لها في الكوميديا الالهية .
          وقد كان دانتي يعرف شيئا غير قليل من سيرة الرسول (ص)   ، فاطلع على الأرجح من هذا الباب على قصة الإسراء والمعراج ومراتب السماء ، ولعله اطلع على رسالة الغفران لأبي العلاء المعرى ، واقتبس من كل هذه المصادر معلوماته عن العالم الآخر التي أوردها في الكوميدا الالهية وأكبر القائلين بالاقتباس على هذا النحو هو عالم من أمة الأسبان انقطع للدراسات العربية : وهو الأستاذ آسين بالسيوس (5) Asin Paacion .
     وقد عاش بترارك في عصر الثقافة الإسلامية بإيطاليا وفرنسا ، ودرس العلم بجامعتي مونبلييه وباريس بفرنسا وكلتاهما قامتا على تلاميذ علماء المسلمين في الجامعات الأندلسية .
         أما سرفانتيس فقد عاش في الجزائر بضع سنوات وألف كتابه دون كيشوت بأسلوب لا يشك من يقرأه في اطلاع كاتبه على العبارات العربية والأمثال التي لاتزال شائعة بين المسلمين حتى هذه الأيام . وقد جزم برسكوت Prescott صاحب الاطلاع الواسع على تاريخ الأسبان بأن فكاهة دون كيشوت كلها أندلسية في اللباب .
     أما عن الشعر ، فقد قال دانتى إِنّ الشعر الايطالي ولد في صقلية بفضل الشعر العربي وبتأثير منه ، ولقد شاع نظم الشعر بالعامية في إقليم بروفانس في جنوب فرنسا ، وانتشر الشعر في ذلك الإقليم على يد الشعراء الجوالين الذين عرفوا باسم التروبادور وواضح أن الأوربيين اشتقوا هذا الاسم من كلمة طروب العربية . وقد وجدت في أشعار الأوربيين بشمال الأندلس كلمات عربية وأشارات لعادات إسلامية .
      والشعر العربي الأندلسي في الموشحات والزجل كان السبب في نشأة الشعر الأسباني نفسه، والمرجح أن أول من ابتكر الموشح هو مقدم بن معافي القبري الضرير 992م وثلاثة آخرون أثروا هذا اللون من النظم لسهولة تناوله وقرب طريقته كما يقول ابن خلدون في مقدمته .
      والزجل يكون عادة باللغة الدارجة بينما يكون الموشح بالعربية الفصحى . وهذان اللونان من النظم من ابتكار أهل الأندلس وهما اللذان أثرًا في نشأة الشعر الأوربي ، وقد أثبت الباحثون انتقال بحور الشعر الأندلسي والموسيقي إلى أوربا.
   وامتد التأثير في نشأة الشعر الأوربي إلى بعض الموضوعات كالمغامرات ، وطريقة علاج هذه الموضوعات ، كما يتمثل هذا في فكرة الحب العذري التي تسود الغزل في الشعر البروفنسالي ، فإنه يرتد إلى الشعر الأندلسي ، وأزجال ابن قزمان، وقد عرض فكرة الحب العذري ، ابن حزم في كتابه طوق الحمامة  .

    أما في مجال القصة الأوربية فنجد أن هذه القصة تأثرت في نشأتها بما كان عند العرب من فنون القصص في العصور الوسطى وهي : المقامات، وأخبار الفروسية ، وأمجاد الفرسان مغامراتهم لإحراز المجد أو في سبيل الحب .
     وترى طائفة من النقاد الأوربيين أن رحلات جليفر التي ألفها سويفت ، ورحلة روبنسون كروزو التي ألفها ديفوى ، تدين لقصص ألف ليلة وليلة ، ولرسالة حى بن يقضان التي ألفها الفيلسوف الأندلسي المسلم ابن الطفيل ، وقد وضح أنه كان لترجمة ألف ليلة وليلة إلى اللغات الأوربية أول القرن الثاني عشر أثر عظيم وبالغ الخطورة على الأدب الأوربي .
        ولم تنقطع الصلة بين الأدب الإسلامي والآداب الأوربية الحديثة حتى اليوم . ويكفي لبيان الأثر الذي أبقاه الأدب الإسلامي في آداب الأوربيين أننا لا نجد أديبا واحدا من نوابغ الأدباء عندهم قد خلا شعره أو نثره من الإشارة إلى بطل إسلامي ، أو نادرة إسلامية . ومن هؤلاء : شكسبير ، أديسون، بايرون ، سودى ، كولردج ، شيلي من أدباء الإنجليز، ومن أدباء الألمان ، جيته ، هرور، وليسنج، ومن أدباء فرنسا : فولتير، لافونتين . وقد صرح لافونتين باقتدائه في أساطيره التي ألفها بكتاب كليلة ودمنة الذي عرفه الأوربيون عن طريق المسلمين .

2-     في الفلسفة :
                                   
                                                        الــــــــرازي
       كان أثر المسلمين في التفكير الفلسفي لأوربا عظيمًا ، وكانت أسبانيا هي مركز تأثير الفلسفة الإسلامية على الفكر الأوربي الغربي لأن أوربا لم تعرف فلاسفة الشرق إلا عن طريق الأندلس حيث أشرف ريموند أسقف طليطلة على ترجمة أعمال الفارابي وابن سينا والغزالي وغيرهم والمسلمون  هم الذين حفظوا فلسفة كبار فلاسفة اليونان وعلى ما سطروه في كتبهم وبخاصة أرسطو وأوصلوا هذا التراث إلى الغرب . فاتصال العقلية الأوربية الغربية بالفكر الاسلامي هو الذي دفعها لدراسة الفلسفية اليونانية .
    
 وقد قرر روجر بيكون أن معظم فلسفة أرسطو ظلت عديمة الأثر في الغرب لضياع المحفوظات التي حوت هذه الفلسفة أو لندرتها وصعوبة تذوقها حتى ظهر فلاسفة المسلمين الذين قاموا بنقل فلسفة أرسطو وشرحها وعرضها على الناس عرضًا شاملاً.
     ومن فلاسفة الأندلس الذين كان لهم أعمق الأثر في الفكر الأوربي ، ابن باجه ، وابن الطفيل، وابن رشد .
       ويعد ابن رشد الشارح الأعظم لفلسفة أرسطو، وكان أول من أدخل فلسفة ابن رشد إلى أوربا ميخائيل سكوت  سنة 1230م . ولم يأت منتصف القرن الثالث عشر حتى كانت جميع كتب هذا الفيلسوف قد ترجمت إلى اللاتينية . ولم ينتصف القرن الخامس عشر حتى صار ابن رشد صاحب السلطان المطلق في كلية بارو بإيطاليا والمعلم الأكبر دون منازع(6).
    ويبدو أثر ابن رشد واضحًا في خروج كثير من الغربيين على تعاليم الكنيسة وتمسكهم بمبدأ الفكر الحر وتحكيم العقل على أساس المشاهدة والتجربة . وقد ظهر أثر آراء ابن رشد واضحًا في فلسفة القديس توما الأكويني (1125- 1274م) حتى أن الفصول التي كتبها توما في العقل والعقيدة وعجز العقل عن إدراك الأسرار الإلهية ليست إلا مقابلاً لما كتبه ابن رشد في باب فضل المقال فيما بين الحكمة والشريعة ومن الاتصال وبلغ تأثر توما بفلسفة ابن رشد أن كتاب الخلاصة لتوما يحوي بعض مذاهب إسلامية الأصل ، مما يثبت أن الأثر الذي تركه ابن رشد في عقلية الغرب لم يكن مجرد لشروح كتابات أرسطو وإنما كان أبعد وأعمق من ذلك بكثير(7).
   ويعد الفيلسوف الألماني المعاصر كانت Kant من أكبر تلاميذ ابن رشد يقول جوستاف لوبون عن ابن رشد إِنه : كان الحجة البالغة للفلسفة في جامعاتنا منذ أوائل القرن الثالث عشر من الميلاد، لما حاول لويس الحادي عشر تنظيم أمور التعليم في سنة 1473م أمر بتدريس مذهب هذا الفيلسوف ومذهب أرسطو(8).
   وكان للفيلسوف الصوفي محي الدين بن عربي (560هـ / 1164م – 638هـ / 1240م) أثر كبير في عقول النساك والمتصوفة من فقهاء المسيحية الذين ظهروا بعده .
    يرى الأستاذ آسين بلاسيوس الأسباني أن نزعات دانتى الصوفية وأوصافه لعالم الغيب مستمدة من محي الدين بن عربي بغير تصرف كثير .
     ومن المعلوم أن أول الفلاسفة الصوفيين من الغربيين هو جوهان أكهارت الألماني فقد نشأ في القرن التالي لعصر ابن عربي ودرس في جامعة باريس، وهي الجامعة التي كانت تعتمد على الثقافة الأندلسية في الحكمة والعلوم ، وأكهارت يقول كما يقول ابن عربي ، إِن الله هو الوجود الحق ولا موجود سواه ، وأن الحقيقة الإلهية تتجلى في جميع الأشياء ولا سيما روح الإنسان التي مصيرها إلى الاتصال بالله من طريق الرياضة والمعرفة والتسبيح ، وأن صلة الروح بالله ألزم من صلة المادة بالصورة ، والأجزاء بالكل ، والأعضاء بالأجسام(9).
    وقد اقتبس الفيلسوف المتصوف الأسباني – رايموندلول – من ابن عربي خاصة في كتابه أسماء الله الحسنى لأنه كان يحسن العربية ، وعاش بعد ابن عربي بقرن واحد ، وجعل أسماء الله مئة ، وهي لم تعرف بهذا العــدد في الديانـــة المسيحية قبل ذالك .
3-    في الطب :
   
                                                   ابن سينــــــــــــــــــــــا
              جاء الإسلام فقضى على الكهانة وفتح الباب للطب الطبيعي على مصراعيه لأنه أبطل المداواة بالسحر والشعوذة ولم يحدث في مكان الكهانة طبقة جديـدة تتولى العلاج باسم الدين ، بل سمح للنبي - عليه الصلاة والسلام - باستشارة الأطباء ولو من غير المسلمين فلما مرض سعد بن أبي وقاص في حجة الوداع عاده النبي وقال له : إِني لأرجو أن يشفيك الله حتى يضر بك قوم وينتفع بك آخرون ، ثم قال للحارث بن كلدة :  عالج سعدًا مما به ، والحارث على غير دين الإسلام . وذكر القرآن الكريم لقمان الحكيم ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلّه﴾ ومنها التطبيب أو هي الطب قبل سائر ضروب الحكمة ، فجعل الإسلام هذه الصناعة نعمة يشكرها من أسبغها الله عليه ، واتخذها وظيفة معترفاً بها .
   كان الطب الإسلامي يستهدف حفظ الصحة على الأصحاء – وهذا هو الجانب الوقائي الذي نسميه الآن بعلم الصحة ، وقد توصّلوا إلى الوقاية من الأمراض بدراسة الجسم ووظائف أعضائه ، وحاولوا الكشف عن أسباب الأمراض وطرق انتشارها ، لمعرفة أساليب الوقاية منها ، كما يستهدف الطب الإسلامي رد الصحة إلى المرضى، وهذا هو شفاء الأمراض .
       وقد تشعب الطب الإسلامي في العصور الوسطى فروعًا تخصص في كل منها فريق من الأطباء يقول ابن قيم الجوزية (ت 751هـ - 1350م) : الطبيب هو الذي يختص باسم الطبائعي، وبمروده (وهو الكحال أي طبيب العيون) وبمبضعه وهو الجرائحي (أى الجراح) وبموسه وهو الخاتن ، وبمحاجمه وشرطه وهو الحجام ، وبخلعه ووصله ورباطه وهو المجبر، وبمكواته وهو الكواء ، وبقربته وهو الحاقن ، وسواء كان طبه لحيوان بهيم – بيطري ، أو إنسان فاسم الطبيب يطلق على هؤلاء جميعًا . بل إِنهم عرفوا التخصص في طب الأسنان وأمراض التوليد والنساء والأطفال ، والعيون – بل حتى طب الأمراض النفسية والعصبية . وقد التزم الأطباء بميثاق أخلاقي يعود إلى أبقراط 370 ق. م. بل تنحدر بعض تعاليمه إلى مصر القديمة . وقد أوجب الخليفة المقتدر عام 319هـ / 931م على من يزاول مهنة الطب أن يجتاز امتحاناً يرخص له بمزاولة المهنة ، وتقدم للامتحان في بغداد وحدها نحو تسعمائة طبيب ، غير مشاهير الأطباء والصيادلة يخضعون للرقابة وفقًا لنظام الحسبة في الإسلام .
      وكان هذا وغيره في الإسلام في وقت حرمت فيه الكنيسة في أوربا صناعة الطب ، لأن المرض عقاب من الله لا يجب علاجه أو منعه ورده ، وظل الطب محرمًا في أوربا حتى عصر الإيمان في مستهل القرن الثاني عشر أبان الحضارة الأندلسية .
     وقد عرفت في طب المسلمين  موسوعات طبية ترجمت كلها إِلى اللاتينية اطلع عليها أطباء أوربا ونهلوا من معينها حتى مطلع العصور الحديثة، كان في مقدمتها كتاب القانون لابن سينا في القرن الثاني عشر. وقد جمع خلاصة الطب عند المسلمين واليونان والسريان والأقباط ، وضم ملاحظات جديدة عن الالتهاب الرئوي وعدوى السل . مع وصف لسبعمائة وستين دواء . وقد ترجمه جيرار الكريموني إلى اللاتينية وطبع عشرات المرات .
    كما ترجم الحاوي للرازي (ت 320هـ/ 926م) وهو أكبر من القانون وأوسع مادة وموضوعًا ، وقد أكمله تلاميذ الرازي بعد موته ، وترجم إلى اللاتينية في عام 1486م . وفيه آراء جديدة عن الفتق والحجامة والحميات وأعصاب منطقة الحنجرة وعضلاتها ، وله كتاب المنصوري الذي ترجم عام 1481م ورسالة عن الجدري(10) والحصبة بوصف وتشخيص آية في الدقة لأول مرة.
     ولعل الرازي كان أول واضع لعلم الطب التجريبي ، فقد كان يجري تجاربه على الحيوانات ، فيجرع القردة الزئبق ، ويختبر تأثير الأدوية على الحيوانات ويسجل عليها العمل اليوم ، فكان يدع مريضه يسرد قصته على سجيته ، ثم يسأله عن أحواله الحاضرة مفصلاً ، ثم عن سوابقه الشخصية والأرثية ، ويدون جميع ذلك في سجل خاص ، ويحفظه للرجوع إليه ، كلما لزم ذلك .
      وكان الكتاب الملكي في الطب لعلي بن عباس (ت 384هـ / 994م)  شائعًا عند الأوربيين لستة قرون من الزمان(11)، كما كان خلف بن قاسم الزهراوي (ت414هـ/1013م) معروفاً عند الأوربيين بكتابه : التصريف لمن عجز عن التأليف بأجزائه الثلاثة . وقد أفرد القسم الأخير منها للجراحة ، وفيه أشار إلى أهمية التشريح للجراح ، ووصف كثيرًا من الجراحات باسهاب ، وأجرى جراحات في شق القصبة الهوائية وتفتيت الحصارة في المثانة وخاصة عند النساء عن طريق المهبل . وسبق إلى استخدام ربط الشرايين ، ووصف استعداد بعض الأجسام للنزيف وعلاجه بالكى ، وقد زود كتابه برسوم للآلات الجراحية . وقد ترجمه إلى اللاتينية جيرار الكريموني وطبع في أوربا عشرات المرات ، وكان مرجعًا في جامعات سالرنو ومونيليه وغيرهما .
     وفطن المسلمون  إلى أمراض النساء والولادة ، وحسبنا أن نشير إلى ما كتبه أمثال علي بن عباس في توليد الجنين الميت ، والأدوية المانعة للحمل ، أو النصائح التي تتعين مراعاتها عند التوليد .
       أما في علم الرمد فإن حنين بن اسحق  877م  كان أول من طبع بطابع الأسلوب العلمي ، وكان كتابه العشر المقالات في العين أو كتاب موجود اصطنع في طب العيون منهجًا علميًا، وزود برسوم شيقة ، وهي أول وأدق رسوم عرفت في تشريح العين كما يقول ناشر الكتاب بالقاهرة ماكس ما يرهوف – ويقول مؤرخ الطب العربي أدور براون : إن يوحنا بن ماسوية+ 827م قد وضع كتابه دغل العين فكان أول كتاب في علم الرمد وأقدم ما وضع في طب العيون في مختلف اللغات القديمة .
    وكان الأطباء المسلمون في القرن العاشر، يعلمون تشريح الجثث في قاعات مدرجة خصصت لذلك في جامعة صقلية . واكتشف ابن النفيس الدمشقي المصري الدورة الدموية الصغرى ، ونقلها عنه هارفن الإنجليزي وعزاها لنفسه ومثل ذلك فعل سرفينوس الإيطالي ، ويدعم ذلك ما قاله المؤرخ المعاصر مايرهوف : إن ما أذهلني حقًا، مماثلة الجمل الأساسية في أقوال هذين الطبيبين لما كتبه ابن النفيس وكأنها ترجمت ترجمة حرفية ، ويؤيد ذلك ايضًا العالم الدوميالي في كتابه عن علوم المسلمين، كما يؤيده الأستاذ الدكتور ليون بينه Leon Binet أستاذ الفسيولوجيا بباريس .



4-    في العلوم والاقتصاد :

                                       صفحة من كتاب اسلامـــــــــي جغرافـــــــــــــي
           وفي ميدان الصناعة تجلت مهارة المسلمين واضحة في كثير من الصناعات مثل صناعة النسيج والجلود والورق والخزف والزجاج.
فمن ناحية النسيج اشتهر المسلمون في صنع انواع عديدة منه واقبلت اوروبا في العصور الوسطى على المنسوجات الاسلامية اقبالا كبيرا.
     وقد انتقلت معظم الصناعات لاسلامية الى الغرب الاوروبي عن طريق الاندلس وصقلية والمغرب فصناعة الجلود اشتهرت بصورة مميزة في مدينة قرطبة حتى اطلق الاوروبيون على النوع الممتاز من الجلود اسم الجلد القرطبي .
واهتم المسلمون ايضا في الصناعات المعدنية معتمدين على المناجم المتوفرة من نحاس وزئبق وحديد وفضة وذهب واتقنوا الصناعة الفولاذية وصناعة السلاح والسيوف التي اشتهرت في طليطلة وصناعة مفاتيح الابواب.
يعتقد لوبون ان يكون الاوروبيون قد اقتبسوا صناعة الحلي الذهبية عن تلك السلع الاسلامية التي دخلت اوروبا عن طريق التجارة او التي جلبها الصليبيون معهم عند عودتهم من المشرق العربي.
ويذكر كريستي في كتابه تراث الاسلام وغوستان لوبون في كتابه حضارة الاسلام انه عندما ازدهرت التجارة بين الشرق والغرب اقبل الامراء الايطاليون اقبالا منقطع النظير على التحف والحلي الاسلامية.
ان اهم ما استفادته اوروبا كان صناعة الورق عبر المغرب والاندلس كما اشار الى ذلك الادريسي سنة 1150م مثال على ذلك.
وعندما عرف الاوروبيون الورق عن المسلمين في ذلك التاريخ اطلقوا عليه اسم الصحائف الدمشقية نظرا لان دمشق كانت سوقا رئيسا لتجارة الورق في ذلك العصر.
وكانت اولى المصانع التي اقامها المسلمون لصناعة الورق في الاراضي الاوروبية في صقلية واسبانيا.
يقول الدكتور ابراهيم زعرور في كتاب المؤثرات الحضارية الاسلامية من صقلية انتقلت صناعة الورق الى ايطاليا ومن اسبانيا الى غرب اوروبا.
ويشهد على اثر المسلمين في هذا الجانب تعدد المصطلحات العربية المتعلقة بالورق وصناعته والتي ما زال بعضها مستخدما بلفظه العربي في اللغات الاوروبية.
          ايضا نقل الغرب عن المسلمين صناعة الخزف التي انتشرت في اسبانيا وما زالت المتاحف الاوروبية تحوي كثيرا من الاواني الخزفية التي صنعت تقليدا لاواني مسلمي الاندلس ويستدل على هذا التقليد مما عليها من كتابات عربية محرفة.
كما استفاد الاوروبيون من الاندلسيين على صعيد صناعة الفن التي كانت وما زالت لها اهميتها القصوى في الحياة الاقتصادية.
         فعن المسلمين اخذ الاوروبيون وخاصة في ايطاليا واسبانيا صناعة طراز من السفن سمي العشاري من الاندلس ويبدو ان تلك السفن سميت بالعشاريات لانها كانت تتسع لعشرة اشخاص.
ولان المسلمون هم اول من استخدم السفن ذات الاشرعة الثلاثية فقد اقتبس الغرب منهم مبدأ الشراع المثلث وطوروه مما مكنهم من بناء سفن ضخمة.
وللمسلمين في الاندلس فضل السبق في تعليم الغربيين صناعة الزجاج والكريستال التي ابتكرها ودل عليها العالم الاندلسي عباس بن فرناس خلال القرن التاسع الميلادي وقد اشار الى ذلك الدكتور على احمد في كتاب المؤثرات الحضارية والاسلامية في الغرب الاوروبي .
وقام الاندلسيون كذلك بتعليم الغرب الاوروبي طريقة تبليط الدور والشوارع وانارتها في الليل وطريقة استخدام الريح في تحريك طواحين الاقوات الهوائية.
ولم يقصر ذلك في مجال الزراعة فعن طريق الاندلس وصقلية عرف الغرب الاوروبي طريقة دراسة طبيعة الارض وتحليلها كي تزرع في المحصول المناسب الذي يمتاز بوفرة انتاجه وجودته.
وحتى لا تنهك الارض بزراعات متعددة كان الاندلسيون ينوعون الزراعات بالتناوب.
وقاموا بتعريف الاوروبيين على مسألة العناية بالحدائق العامة والخاصة من حيث اختيار الموقع وتنوع الاشجار والنباتات.
وقد استقل علم الزراعة في الاندلس عن مباحث الطب والنبات ليصبح في اسبانيا يتمتع باستقلال تام.
ومما يجدر ذكره ان محاصيل عديدة زرعت في الغرب الاوروبي من خلال اهل الاندلس وصقلية مثل محصول الذرة والقمح القاسي والارز والسكاكر والحلويات وزراعة السبانخ والزعتر البري والكرز والرمان وجوز الهند والحامض واليوسفي.
ومن اجل صناعة العطور استقدم المسلمون  الى اوروبا العديد من النباتات العطرية مثل العصفر والوردة الشامية او الدمشقية.
وكان هناك ايضا الياسمين والزنبق الذي تحول ليصبح شعار ملوك فرنسا والنيلوفر والسوسن ثم النباتات البصلية كالزعفران والنرجس والاقحوان.
وقد ظهرت هذه النباتات والخضار خلال القرن الخامس عشر الميلادي في كثير من مناطق اوروبا الى جانب كثير من انواع الفواكه كالتين والعنب والتفاح والخوخ والسفرجل والاجاس.
ولم يتوقف تأثير المسلمين على الغرب عند هذا بل هم الذين علموا الاوروبيين طريقة حجز الماء وتجميعه في سدود او مستودعات ونقله بعد ذلك عبر قنوات مفتوحة ورفعه بواسطة دواليب الماء والنواعير واول ما وصلت هذه الوسائل الى بلجيكا وهولندا كان اعتبارا من القرن الرابع عشر الميلادي.
وقد تعلم الاوروبيون منهم كيفية حفر الترع والقنوات التي كانت مجهولة قبلهم وطوروا الى جانب ذلك الدورات الزراعية وفن استخدام الاراضي الزراعية من اجل محصول وفير غزير.
وهكذا فان المؤثرات الاسلامية في حقول الصناعة والزراعة والتجارة والحرف ما زالت بارزة المعالم في اوروبا.
ختاما اقول ان الفوائد التي اهداها المسلمون الى الاوروبيين في ميدان الاقتصاد والحياة الاقتصادية والنشاط الاقتصادي بمجالاته المختلفة كثيرة لا حصر لها وما اشرنا الى شيء منه يثبت السبق الاقتصادي للاسلام على الغرب.
  واخر الكلام ان المسلمين حينما التزموا بالاسلام وبعزة الاسلام فقد اعزهم الله بالعلم والايمان والسلطة والهيبة وحينما ابتعدوا عنه وانساقوا لاهوائهم ومهادنة اعداء الله فقد اذلهم الله الى ماهم فيه اليوم من مذلة وامية وجهل و تخلف حتى يرجعوا اليه فيعودو كما كانوا ولله العزة !!!!!!
ألهوامش  :
  ملاحظة : كلمة العرب الواردة في اسماء الكتب ادناه يقصد بها المسلمون عامة حيث انه من المعلوم ان غالبية العلماء المسلمين في العصور الاسلامية المتعددة كانوا من غير العرب  ، وكانوا  من الامم التي دخلت الاسلام وتفاعلت معه ولكنهم كتبوا بلغة القران وهي العربية ، ولكن الغربيين يعتبرون هؤلاء كعرب باعتبار الاسلام هو دين العرب فقط كما يظنون او لان العلماء كتبوا بالعربية لذلك فهم عرب !!، مع اعتزازنا الشديد باللغة العربية واخواننا في الدين  العرب الشرفاء حملة لغة القران  .
1-    جوستاف لوبون : حضارة العرب  ص 26، 568 .
2-    جوستاف لوبون : حضارة العرب ، ص 26، 66 ، 569.
3-    الفيلسوف رينيه جينو أو عبد الواحد يحيى للدكتور عبد الحليم محمود ، ص 50 – 60 .
4 - هو دانتى البجيري (1265-1321م) وهو من مفاخر عصر النهضة ، وهو صاحب الكوميديا الالهية ، وقد قام بترجمتها إلى اللغة العربية الدكتور حسن عثمان .
5 - انظر أيضًا : عبد الرحمن بدوي : دور العرب في تكوين الفكر الأوربي . بيروت 1965، ص 63-84 .
6- جوده هلال ومحمد صبح : قرطبة في التاريخ الإسلامي ، ص104-105 .
7- سعيد عاشور : فضل العرب على الحضارة الأوربية . القاهرة 1957 ، ص 36 .
8- دوستاف لوبون : حضارة العرب ، ص 569 .
9 - عباس محمود العقاد : أثر العرب في الحضارة الأوربية . القاهرة 1963 ، ص 98-99 .
10- لاروس القرن العشرين : انظر الرازي .
11-    سيديو : تاريخ العرب العام 2/77